الثلاثاء، 7 فبراير 2012

فلسفتي الشخصية في الحب


تعريف الحب:

ليس الحب بقبلة تطبع على شفة الحبيب .. ليس الحب بلمسات محرمة بين عاشقين ..

ليس الحب بكلمات يتبادلها المحبين .. و إنما الحب .. هو كم من المشاعر و الأحاسيس

الداخلية التي نترجمها على هيئات مختلفة .. تتنوع من شكل إلى آخر ..

قد تخرج أحيانا على صورة كلمات .. قد تخرج أحيانا على صورة سلوكيات .

قد تكون مسموعة .. و قد تكون محسوسة ..

قد تكون على هيئة مواقف .. و قد تكون على هيئة عواطف .

و الحب هو أساس الحياة ..

أصل الحب:

 الحب فطري .. أي أنه موجود بداخل الإنسان .
يقول البعض أن الحب أعمى .. إلا أنني أخالف هذه النقطة و بشدة .

لأن الحب بطبيعته هو إحساس صادق .. و مشاعر تنبع من الداخل ..

و مبدأ الحب هو أن تحب الشخص الذي أمامك .. و أنت تعلم بمزاياه .. و تدرك تماما

عيوبه .. لكنك .. تحبه .. رغم وجود تلك العيوب .. لأنك تعلم تماما .. أنه ما من شخص

كامل في هذا الوجود ..

بالتالي .. فعندما نصف الحب بأنه أعمى .. فنحن نناقض مبدأ الحب .. !
سؤال يجول في خاطر الجميع: هل الحب خير أم شر ؟

الحب كما يراه أفلاطون: ليس خير .. و لكنه بنفس الوقت .. ليس شر ..

و إنما الحب .. هو طريق الوصول إلى الخير و السعادة ..

و كونه طريق:

إذن .. فقد يخطئ البعض بالعنوان .. و يحيد عن الطريق السليم .. و هنا .. ندخل في

بؤرة الشر.

و يقول أفلاطون:

(( من عادة المحبين أن يبالغوا في الثناء على كلام المحبوب و أفعاله ، حتى ولو جانبت الصواب ، أما خوفا من إثارة كراهيته أو لأن شهوتهم تضلل أحكامهم )) ، و تلك نتيجة الحب ، فأما أن يؤدي إلى حزن الفاشلين على أمور لا تهم العامة ، و أما أن يؤدي بالمحظوظين فيه إلى امتداح ما لا ينطوي على أي قيمة حقيقية )) .

قد يعتقد البعض أن الحب أنواع ، إلا أنني و من وجهة نظري المتواضعة أرى أن الحب

ليس أنواع ، فالحب واحد ، فهو مزيج مركب من المشاعر النبيلة التي نكنها للآخرين ،

إذن هنا يتبادر في ذهننا سؤال خطير:

إن لم يكن الحب أنواع فكيف لنا أن نفرق بين حب و آخر ؟؟

فما وجدت جوابا إلا أن الحب يقسم حسب الدرجات ..

و قد يختلف تصنيف هذه الدرجات من شخص لآخر ، لكن بالنهاية

يبقى حب الله و رسوله في أعلى مقام .

و من تقسيمات الحب الآتي : حب الله و رسوله - حب الوالدين - حب الأهل - حب

الزوجة - حب الأصدقاء - حب الأبناء ...الخ .

و كما أشرت سابقا أنه قد تختلف تصنيف الفئات من شخص لآخر ، و السبب في ذلك

يرجع إلى اختلاف شخصية كل فرد و اختلاف وجهة نظره ، و عادة ما يكون الاختلاف

في من يحتل الدرجة الثانية ، فهناك من يحب أمه أكثر من أي شيء آخر (( بعد الله و

رسوله )) ، و هناك من يحب أصدقاءه ... الخ

بالنهاية تبقى آلية الحب واحده، و هي الطريقة التي يعبر بها الإنسان عن مشاعره .

و إن اختلفت الطريقة ..!

فكل واحد منا يعبر عن حبه بطريقته الخاصة ، فمنا من يرى أن الكلمة الطيبة خير وسيلة

للتعبير عن الذات ، و البعض منا يعتقد أن تقديم الهدايا أبلغ، هذا و فيما يرى آخرون أن

درجة الغيرة المحمودة و حسن العشرة هي الدليل على ذلك الحب العظيم الذي يكنه للحبيب ، و هناك فئة

قليلة تجمع الأمورالثلاثة معا في سبيل إعلان حبها الخالص للآخرين ، و هذا ما أراه

الحل الأمثل..

فالحب الحقيقي من وجهة نظري هي أن تقف مع من تحب و تسانده و يساندك ، و

تعينه و يعينك و تحترمه و يحترمك و تتواضع أمامه فيتواضع لك ، و تشاركه أفراحك و

أحزانك فيشاركك أفراحه و أحزانه ، حينها تدرك أنك حقا تحب هذا الشخص و

يحبك .

إن الحب الصادق في القلب الطاهر .. كزهرة في فصل الربيع ..لا

يأتيها الصيف القاتل ولا يخدشها البرد القارص ولايقصفها الخريف

المدمر .

و الحب الصادق قمر يتلألأ نوره في ليل مظلم .. ليضيء لنا العاطفة .

وهو شمس بخيوط ذهبية .. تبعث دفئاً ليقينا من برد الشوق .

عقب هذا الكلام .. قد يتبادر للجميع سؤال جوهري:

هل الحب كافي ؟

الجواب: بكل بساطة لا ..

فالحب لكي يستمر .. فهو يحتاج إلى عناية خاصة .. و تطوير .. و تجديد

فالحب كالنبتة الصغيرة .. يبدأ صغيرا .. و متى ما قدمت له العناية ..

اللازمة .. فهو يكبر مع مرور الأيام .. أما .. إذا لم نعتن به جيدا .. فسيتلاشى

شيئا و شيئا .. حتى لا يكاد يرى بالعين المجردة .. و قد يذهب في مهب

الرياح .. يوم ما .. !

إذن ؟ ما الذي نحتاجه كي نحافظ على الحب و نجعله يدوم مدى الحياة ؟

نحن نحتاج إلى وسائل لتقوية هذا الحب .. فما هي الوسائل ؟

1-
الثقة
2-
الاحترام
3-
التقدير
4-
الإحسان
5-
العطف
6-
الحنان
7-
الإخلاص
8-
الوفاء
9–
التضحية و غيرها الكثير ..

إذن .. فالحب بذاته غير كافي .. !

همسة: كل شيء زاد عن حده .. انقلب ضده ..

و حتى الحب ! لو زاد عن حده .. ! انقلب ضده .. !

بالتالي .. ما الذي يجمع الحب و يجمع أمورا أخرى .. و يكون شاملا لكل شيء ؟

الجواب يكمن في 3 كلمات: 1- المودة . 2- الرحمة . 3- الفضيلة .

كيف تكون المودة ؟ و لماذا هي أفضل من الحب ؟


لأن المودة تشمل الحب .. و تشمل أمور أخرى .. !


يقول تعالى:  ((وجعل بينكم مودة و رحمة )) .

من أسماء الله الحسنى أنه الودود وهوالرحمن وهو الرحيم. إذن المودة والرحمة هما من بعض صفاته سبحانه وتعالى . ولذلك لاحدود لمعاني المودة والرحمة وهو شيء يفوق الحب. شيء فوق الحب بمراحل كثيرة. كالمسافة بين الأرض والسماء.

والمودة مطلوبة في السراء والرحمة مطلوبة في الضراء. وهذه هي حكمة اجتماع الكلمتين في أمر الزواج. وهذا إشارة إلى أن الزوجين سيواجهان صعوبات الحياة معاً.

هناك أيام سهلة وأيام صعبة وأيام سارة وأيام محزنة. أيام يسيرة وأيام عسيرة. المودة مطلوبة في الأيام السهلة السارة اليسيرة، والرحمة مطلوبة في الأيام الصعبة والمحزنة والعسيرة.

والمودة هي اللين والبشاشة والمؤانسة والبساطة والتواضع والصفاء والرقة والألفة والتآلف، وإظهار الميل والرغبة والانجذاب، والتعبير عن الاشتياق، وفي ذلك اكتمال السرور والانشراح والبهجة والنشوة.

أما الرحمة فهي التسامح والمغفرة وسعة الصدر والتفهم والتنازل والعطف والشفقة والاحتواء والحماية والصبر وكظم الغيظ والسيطرة على الغضب والابتعاد كلية عن القسوة والعنف والعطاء بلا حدود والعطاء بدون مقابل والتحمل والسمو والرفعة والتجرد تماماً من الأنانية والتعالي والغرور والنرجسية. وهي معان تعلو على المودة و تؤكد قمة التحام الروح وقمة الترابط الأبدي الخالد.

همسة: ليس الحب بالجرائم التي يرتكبها البعض باسمه ..

فالحب بريء من تلك التهم .. و بريء من أولائك المجرمين .. !!

همسة: كلامي عن الحب لا يشمل مفهوم الحب غير الشرعي .. !

فالحب الذي أتحدث عنه .. هو حب عذري طاهر عفيف خالص .. !

و من الكبائر أن نقول عن الظواهر السلبية التي نراها يوميا بحياتنا و ندرجها ضمن

مفهوم الحب ! لأن ذلك يناقض مفهوم الحب !

بالنهاية: أود أن أقول:

لو كان الحب جريمة ؟ فليشهد الجميع بأنني مذنب !!

و لئن كان حب آل محمد ذنب .. فهو ذنب .. لست عنه أتوب ..

و أختتم مقالتي المتواضعة ببيت شعري من تأليفي:

و ما الحب إلا شقاء ... و لكن شقاء الحب شفاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق